مواجهة الابتزاز في تركيا

مواجهة الابتزاز في تركيا

مواجهة الابتزاز في تركيا

الابتزاز في تركيا من الأمور المرفوضة شكلًا وموضوعًا بقوة القانون ومنبوذة بالتأكيد في أي مجتمع، فأن يقوم أحدهم بتهديدك مستخدمًا في ذلك صورة أو مقطع فيديو أو ترويج إشاعات كاذبة من شأنها إيقاع الضرر بسمعتك، سواء فعل ذلك عبر مواقع التوصل الاجتماعي، التي أصبحت وسيلة شرسة لهذه الأمر في الفترة الحالية، أو في الحياة الحقيقية فإن الأمر مرفوض في تركيا سواء مارسه مواطن أو أجنبي، أيًا كان الجاني وحتى لو كان المجني عليه غير تركي، وفيما يلي ما نتعرف منه أكثر على هذا الجرم وكيفية مواجهته.

أنواع قضايا الابتزاز في تركيا

 أبرز أنواع جرائم الابتزاز في تركيا تدور في فلك ما سوف نقوم بذكره عزيزي قارئ الفنار فيما يلي:-

1/ يقوم بعض الأشخاص بخداع الفتيات واستغلال سذاجتهن بسبب التربية المرفهة أو صغر السن، ويحصل منهن على الكثير من المعلومات عن حياتهن الشخصية، ثم يقوم باستغلال كل ما علم من معلومات في مساومة الضحية؛ كي تمنحه أموال أو أيًا كان ما يرغب فيه، وبشكل مؤسف ترضخ كثير من صغيرات السن لطلبات المُبتز؛ بسبب خوفها من أن تصرح بما أخبرته به، أو أن ينفذ تهديداته ويؤذيها بما فعل.

2/ نوع آخر من قضايا الابتزاز وتكون متعلقة بالسيدات المتزوجة، حيث يقوم الجاني والذي عادة ما يمتلك قدرة كبيرة على الإقناع بالتعرف على سيدة تعاني من مشكلات في زواجها، ويخبرها بأنه متخصص في حل المشكلات الزوجية، فتخبره المسكينة بأسرار بيتها، ثم يقوم بابتزازها بكل ما عرف من أسرار.

3/ يقوم المُبتز بالتقرب من الضحية ويقنعها بأن هناك سحر يُعطل مسيرتها في الحياة، ويسبب لها المشكلات وربما يقوم بتحوير أمور يعرفها عن حياة ضحيتها بما يخدم قصة السحر تلك، وحين يصدق المجني عليه يقوم الجاني بطلب معرفة المزيد والمزيد من المعلومات والتفاصيل الدقيقة عن حياة المجني عليه، مدعيًا أن ذلك سوف يساعد في إبطال مفعول السحر، وحين يحصل على كفايته من التفاصيل عن حياة ضحيته، ينكشف الوجه الآخر ويبدأ في عملية ابتزازه.

صور الابتزاز الإلكتروني في تركيا

الابتزاز في تركيا له صورة إلكترونية يمارسها مرضى النفوس باستخدام قدارتهم على استخدام الإنترنت أو تمكنهم من مواقع التواصل الاجتماعي، ويكون بالشكل التالي:-

1/ أن يقوم أحدهم بسرقة الحساب الخاص بك على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، من إخلال إرسال رابط مجهول المصدر على الرسائل، ولعل ما نشاهده من روابط اختبار الشخصية أو ماذا سوف يحدث لك العام المقبل، أو من تشبه صورتك من المشاهير مثال بارز على تلك الروابط المستخدمة في سرقة الحسابات.

2/ كثير من الأشخاص يشاركون العديد من الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويحدث أن يقوم أحدهم بتجميع تلك الصور وإنشاء حساب وهمي يحمل اسمك وصورتك، ويقوم بالتحدث إلى الناس وكأنه أنت، كي يطلب منهم أموال، أو ينشر إشاعات من شأنها إيذاء اسمك وتشويه صورتك، ولا يواجه كثير منهم مشكلة في تداول تفاصيل قد تكون واقعية خاصة بك، إذا ما كان يملك رقم هاتفك، وكنت شخصًا يُشارك لقطات شاشة لمحادثاته عبر حالة الواتساب على سبيل المثال، سيكون المُبتز على دراية بالذين تتحدث إليهم، وشئ من تفاصيل هذه المحادثات.

3/ أن يتحدث لك أحدهم في مكالمة فيديو عبر اسكايب على سبيل المثال، ثم يقوم بتسجيل فيديو المكالمة الذي كنت تتحدث إليه فيه، وباستخدام برامج معينة لتعديل الفيديو، يقوم بتغيير الأحرف وترتيب الكلمات وكيفية النطق بها، لتظهر المكالمة العادية التي كانت بينكم في صورة فيديو لك وأنت تقوم بإهانة شخص ما، أو قول تصريح من شأنه إحداث أزمة كبيرة، ويقوم بتهديدك به.

4/ هذه الصورة لا تكون بسرقة معلوماتك أنت، بل يقوم الشخص بتجميع المعلومات والأسرار المتعلقة بعائلتك، سواء كانت تلك المعلومات فيديوهات أو صور أو غيرها، ويبدأ بمراسلتك وتهديدك بإلحاق الأذى بهم، إذا لم تستمع لأوامره وتنفذ له كافة الطلبات التي يريدها؛ كي لا يؤذيك أو لا يؤذي عائلتك.

كيفية الوقاية من الابتزاز الإلكتروني

لماذا ننتظر حتى نتعرض للابتزاز الإلكتروني، ونحن قادرون على تجنب الوقوع ضحية له من الأساس، حتى لو كان القانون رادع لكل من يرتكب جرم الابتزاز في تركيا، على الإنسان حماية نفسه من الضرر النفسي الناجم عن الموقف نفسه، على النحو التالي:-

1/ لا تقم أبدًا بفتح روابط مجهولة المصدر على هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك؛ لأن الكثير منها يكون فخ لسرقة بياناتك.

2/ إذا قام صديق لك بمراسلتك من حساب جديد أو على نحو غير معتاد يطلب منك أموالًا أو يخبرك بمعلومات غريبة عن نفسه، عليك اتخاذ إجراء فوري سواء بالاتصال به أو زيارته ربما يكن في مأزق، ويكن تحركك مفتاح إنقاذه من الابتزاز.

3/ لا تُكثر من وضع العديد من المعلومات الشخصية والبيانات والصور الخاصة بك على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا تكن فريسة سهلة.

موقف القانون التركي من الابتزاز بصورتيه

أكثر حالات الابتزاز في تركيا كان حدوثها بشكل إلكتروني ناجم عن استخدام خبيث للإنترنت، وهو ما كان أحد أسباب تشديد قانون الجرائم الإلكترونية التركي، وتوجد كذلك ثلاث مواد في قانون العقوبات التركي وهي المواد 243 و244 و245.

ويتم وصف فعل الابتزاز في تركيا بأنه اعتداء على الحقوق الشخصية، يمثل الجاني به أمام محكمة جنائية إبتدائية، ويتم تحديد العقوبة استنادًا إلى حجم الضرر المادي والمعنوي الواقع على المجني عليه مما فعله الجاني في حقه، وحين يتم إدانة الجاني أمام المحكمة، يكون بوسع المجني عليه المطالبة بتعويض عما تعرض له، وقد يكون مبلغًا ماليًا يدفعه المُدان الذي يواجه كذلك عقوبة السجن.

وتصبح عقوبة الابتزاز مُغلظة في حال كان المجني عليه طفلًا، أو ارتكبها شخصًا يشغل وظيفة حساسة تسمح له بمعرفة أسرار زملائه أو مواطن من مواطني الدولة، وقام هو بخيانة الأمانة واستغل ما علم من معلومات في ابتزاز المجني عليه.

التصرف الأمثل لمواجهة الابتزاز في تركيا

عند تعرضك لخطر الابتزاز في تركيا، عليك أن تتبع خطوات هادئة لمعالجة الموقف العصيب، وهي على النحو التالي:-

1/ ضع في اعتبارك أنك لن ترضخ لطلبات المُبتز، ولن تسمح له بأن يتلاعب بك، ولكن من دون إخباره بذلك، فليكن القرار في نفسك وحافظ على هدوئك خلال مرحلة الصدمة.

2/ عليك بإيجاد طريقة مناسبة تُخبر بها أحد أفراد عائلتك بما حدث معك؛ كي يُساعدك على إدارة تلك الأزمة، بالذات لو كنت صغيرًا في السن، وخبرتك في الحياة ليست كبيرة.

 3/ الأفضل في هذه المرحلة هو التوجه لمحامي متخصص في هذا النوع من القضايا، وهو بدوره ومن خلال خبراته الكبيرة في العمل ودراسته القانونية، سوف يقوم بتقييم الموقف.

4/ المحامي الخاص بك سوف يتوجه معك إلى شرطة الجرائم الإلكترونية؛ من أجل الإبلاغ عن حدوث واقعة ابتزاز في حقك.

5/ الشرطة بدورها سوف تدرس الموقف، وتخبرك بالخطوات اللازمة للتصدي لما يحدث معك، والخروج بأقل ضرر ممكن من الموقف العصيب، والإيقاع بالجاني الذي يهدد سمعتك.