الطلاق بالتراضي في تركيا

الطلاق بالتراضي في تركيا

يمكنكم من خلال هذا المقال معرفة كافة التفاصيل حول الطلاق بالتراضي في تركيا مع ما يلزمكم من معلومات حول الإجراءات والمدة الزمنية المطلوبة له، ختاماً بمعلومات مهمة عن هذا النوع من الطلاق وما تتبعه من مسائل كالنفقات على الأطفال والزيارات وغيرها من الأمور التي تهم طرفي الطلاق والمعنيين به.

متابعة نافعة تتمناها لكم فنار للاستشارات القانونية

ما هي إجراءات الطلاق بالتراضي في تركيا

إنّ الطلاق بالتراضي أو ما يعرف بالطلاق المتفق عليه كذلك، هو نوع مشهور من أنواع الطلاق ويتم بموافقة الزوجين على إنهاء العلاقة الزوجية ما بينهما، وتسوية المسائل المتعلقة بذلك من تقاسم للمتلكات وحضانة الأطفال، وغيرها من التفاصيل الأخرى.

ويمكن التعرف على إجراءات هذا الطلاق من خلال المراحل التالية التي شرحناها لكم بالتفصيل:

كتابة اتفاق الطلاق

يتم إعداد وكتابة هذا الاتفاق بحضور الزوجين وتوقيعهما في مكتب النوتر، ويتضمن شروط الطلاق المتفق عليها، مثل حضانة الأطفال وتقاسم الممتلكات المشتركة بين الطرفين، والترتيبات المالية، وغيرها من الشروط المتفق عليها.

تقديم الطلب إلى محكمة الأسرة

بعد ذلك يقوم الطرفان بتقديم طلب التماس مشترك إلى محكمة الأسرة في الولاية التي يقيمون فيها، ويقوم القاضي المختص بالإطلاع على الطلب ونصوص الاتفاق الموقع بين الطرفين، والتحقق من استيفائه لكافة المتطلبات والشروط القانونية.

فترة الانتظار

توجد فترة انتظار إلزامية قد تصل إلى 3 أشهر أو أكثر بحسب ما يراه القاضي المختص، ويتم منح هذه المدة الزمنية لترك فترة للزوجين ليعيدا النظر في قرارهما وإعطائهما الوقت الكافي لحل أي مشاكل عالقة بينهما، أو أي أسباب دفعتهما لاتخاذ قرار الطلاق.

جلسات المحكمة للاستماع للطرفين

في حال انقضاء المدة المخصصة للانتظار ولم يصل الزوجان إلى إلغاء قرار الطلاق، تقوم المحكمة بعقد جلسات في محكمة الأسرة لمراجعة الاتفاق المبرم بينهما، وموافقة كلا الطرفين على الشروط المذكورة، وقد تطرح المحكمة بعض المسائل التي أغفلها الاتفاق للتأكد من فهم الطرفين لعواقب الطلاق.

قد تكون الجلسة واحدة أو أكثر بحسب طبيعة القضية المقدمة وبحسب ما يراه القاضي المختص.

إصدار وثيقة الطلاق الرسمية

بعد إتمام الجلسات والتأكد من إطلاع وموافقة طرفي الطلاق على كافة التفاصيل تصدر المحكمة حكمها النهائي بالطلاق وإنهاء الزواج رسمياً، عبر إصدار وثيقة الطلاق الرسمية.

كم تستغرق قضية الطلاق باتفاق الطرفين في تركيا؟

هناك عدة عوامل تحدد طول المدة الزمنية التي يتطلبها الطلاق بالتراضي في تركيا بما في ذلك:

  1. استيفاء اتفاق الطلاق بين الطرفين لكافة المعايير والشروط القانونية
  2. وجود الأطفال، لأنه في حال عدم وجودهم تكون الترتيبات أقل تعقيداً
  3. سهولة الترتيبات المالية العالقة بين الطرفين، أو التي يمكن أن تشكل محل خلاف بينهما
  4. مدة الانتظار التي يطلبها القاضي لإعطاء فرصة لعودة الطرفين عن قرار الطلاق
  5. قد تختلف مدة الطلاق بحسب تعقيدات القضية والمسائل المتصلة بالطلاق وما بعده من نفقات وتقاسم ممتلكات وغيرها من التفاصيل
  6. كذلك يلعب تراكم القضايا في المحكمة دوراً في المدة الزمنية اللازمة لإنهاء الزواج رسمياً وإصدار صك الطلاق.

 

من الناحية العملية ، يمكن أن يختلف طول الوقت الذي يستغرقه إنهاء قضية الطلاق بالتراضي من بضعة أشهر إلى سنة أو أكثر، اعتمادًا على المعايير المذكورة أعلاه، ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الطلاق بالتراضي يعتبر بشكل عام أسرع من الأنواع الأخرى من حالات الطلاق في تركيا، والتي يمكن أن تكون أكثر تعقيدًا وتستغرق وقتاً طويلاً.

مهما بلغت قضية الطلاق من تفاصيل وتعقيدات لا بد من أن تكون مدة الطلاق متناسبة مع الأطر الزمنية التي يضعها القانون التركي، ولا يمكن الاستعجال أو المماطلة إلا ضمن الأطر والأنظمة القانونية والضرورة الملحة.

معلومات مهمة حول الطلاق بالرضا في تركيا

فيما يلي بعض المعلومات المهمة التي ينبغي التعرف عليها حول الطلاق المتفق عليه بين الزوجين وفقاً للقانون التركي، وهي المعلومات التالية:

هل يمكن للأجانب تنظيم إجراءات الطلاق بالتراضي في تركيا

نعم يمكنهم ذلك

في حال كان الزواج مسجلاً في دائرة النفوس التركية يمكن أن تكون إجراءات الطلاق أسهل مما لو كان الزواج مسجلاً خارج تركيا، حيث يتطلب ذلك ترجمة وتصديق وثائق الزواج واعتمادها في الدوائر الرسمية لكي يتمكن الطرفان من بدء إجراءات الطلاق بالتراضي بين الطرفين بشكل قانوني في محكمة الأسرة.

متى يتم اللجوء إلى الطلاق بالتراضي؟

قد يكون هذا النوع من الطلاق أبسط وأقل جدلاً من الأنواع الأخرى بسبب رضا الطرفين، ويتم اللجوء إليه عندما يتفق الطرفان على انهما غير قادرين على متابعة الزواج، ولديهما الاستعداد الكامل للعمل سوية لإنهائه وتسوية كافة المسائل المطلوبة بعد الطلاق.

يمكن تلخيص المواقف والأسباب التي تدفع للجوء إلى الطلاق بالتراضي في تركيا وفق ما يحدده القانون التركي بالنقاط التالية:

  1. اتفاق كلا الزوجين على أنّ علاقتهما الزوجية غير صالحة للاستمرار، واتخاذ قرار مشترك لا رجعة فيه على إنهاء هذا الزواج بالتراضي بينهما.
  2. وجود قدرة لدى الزوجين على التواصل بشكل فعال بينهما وإطلاعهما على التفاصيل المتعلقة بتسوية القضايا التي تكون مهمة بعد الطلاق مثل حضانة الأطفال وغيرها من الترتيبات الأخرى التي تطرقنا للحديث عنها سابقاً، وسنشرح عنها في فقرة لاحقة بشكل أكثر تفصيلاً.
  3. اتفاق الطرفين على تجنب إجراءات الطلاق المتنازع عليه، وتوفير النفقات المترتبة على هذا النوع من الطلاق، وكذلك التخلص من أي ضغوطات مرافقة لهذا الطلاق.
  4. رغبة الزوجين في تقليل تأثير طلاقهما على أطفالهما.
  5. رغبة الزوجين في الحفاظ على علاقة سليمة بينهما بعد الطلاق
  6. عدم وجود أسباب من طرف واحد للطلاق، مثل الإساءة أو الأهمال أو السلوكيات السيئة.

توزيع الممتلكات بعد الطلاق

هذه الترتيبات قد تكون معقدة أحياناً وخاصة في حال وجود مشتريات مشتركة بين الطرفين، أو وجود شراكات مالية معقدة، لذلك ينبغي الاتفاق على توزيعها بالتراضي وبشكل عادل ومنصف، وهناك عوامل كثيرة تتدخل في هذا الموضوع منها:

  1. طول مدة الزواج
  2. الدخل الخاص بكل طرف من طرفي الزواج
  3. إمكانية العمل وكسب المال لدى الطرفين
  4. المساهمات التي قدمها كل طرف فيما يتعلق بالممتلكات
  5. تدخل كذلك بعض التفاصيل المالية المختلفة مثل الهدايا والميراث وغيرها من المكتسبات المالية التي تم الحصول عليها أثناء الزواج، وفيما إذا كانت مخصصة لطرف واحد أو طرفين.
  6. تقييم الممتلكات المنقولة وغير المنقولة، وخاصة العقارات والسيارات وغيرها من الأصول المالية ذات القيمة العالية لضمان تقسيم منصف لها بين الطرفين
  7. الديون المترتبة على الممتلكات المادية والمالية لكلا الطرفين بما في ذلك الرهون العقارية وبطاقات الائتمان وجميع الالتزامات المالية الأخرى التي يتطلب إنهائها قبل تقاسم الممتلكات.

 

نفقة الأطفال ورعايتهم بعد الطلاق

عندما يتم إنهاء الطلاق بالتراضي في تركيا يجب أن تحدد الأطراف المعنية ترتيبات دعم الطفل ورعايته، ويوفر القانون المدني التركي إرشادات لترتيبات دعم الطفل ورعايته ، ولكن الأمر متروك للوالدين للتوصل إلى اتفاق يناسب وضعهم الخاص على أفضل وجه.

وفقًا للقانون المدني التركي ، يتحمل كلا الوالدين مسؤولية رعاية أطفالهم وتنشئتهم ، ويجب على كلا الوالدين المساهمة في الدعم المالي للأطفال، كما يتم تحديد مقدار دعم الطفل بناءً على القدرات المالية لكل من الوالدين ، وكذلك احتياجات الطفل.

إذا كان الوالدان غير قادرين على الاتفاق على شروط إعالة الطفل ورعايته ، فيجوز لهما طلب المساعدة من وسيط أو محكمة الأسرة. سيعمل الوسيط مع الوالدين لإيجاد حل مقبول للطرفين ، بينما قد تتخذ محكمة الأسرة قرارًا بشأن الأمر إذا كان الوالدان غير قادرين على التوصل إلى اتفاق.

 

نقوم في الفنار للاستشارات القانونية دائماً بإطلاعكم على كافة المعلومات اللازمة للمواضيع القانونية والقضائية، كما تحدثنا اليوم عن الطلاق بالتراضي في تركيا مع التأكيد على جاهزيتنا الدائمة لتقديم كافة المشورات التي تلزمكم والقيام بالإشراف على عملية التقاضي وجلسات المحكمة للحفاظ على قيامكم بالخطوات القانونية بشكل صحيح.