الملكية الفكرية في القانون

الملكية الفكرية في القانون

ن حقوق الأفراد المحمية في القانون لا تعد ولا تحصى فهي لا تنحصر فقط في حقوقه الشخصية والعينية ولا تنحصر فقط في الحفاظ على حياته وشرفه وماله، بل إن حقوق الافراد تمتد الى أبعد من ذلك فقد يقوم الافراد بممارسات انسانية ذات طابع فكري وإبداعي لا يخطر لأي شخص القيام بها، فمن خلال هذه  الممارسات الفكرية الابداعية تتبلور ثقافات الامم وتتطور الحضارات، لذلك يستحق هؤلاء الأفراد التكريم والتقدير وتوفير الحماية على إنتاجهم بكافة أشكاله الأدبية والفنية والصناعية.

مفهوم الملكية الفكرية:

تتمثل الملكية الفكرية بكل ما ينتجه الفكر الإنساني من إبداعات فنية من نتاج العقل الانساني، والتي تشمل حقوق المؤلف (المصنفات الادبية )، والعلامات التجارية، وبراءات الاختراع، وتتميز الملكية الفكرية بأنها حقوق استئثارية يتم منحها للمبدع على إنتاجه الفكري، مثل حق المخترع على الاختراع، وحق المؤسسة على علامتها التجارية، حق الشاعر على القصيدة، وحق الكاتب على الكتاب الذي قام بتأليفه

 

أنواع حقوق الملكية الفكرية ومدد الحماية المقررة لها:

  1. حقوق المؤلف:

هو فرع من فروع الملكية الفكرية الذي يعالج الابداعات الفكرية في المجالات الادبية والفنية والعلمية، فهي جميعها نتاج العقل البشري، ومن الأمثلة عليها: الكتب، الاغاني، الموسيقى، برامج الحاسب الالي، الروايات، المقالات، الاعمال المسرحية، المحاضرات، اللوحات الفنية، الصور الابداعية، قواعد البيانات، الفلكلور ( تراث الشعوب )، الرسائل الابداعية، الاقتباسات، رسائل الماجستير والدكتوراه، بالاضافة الى المصنفات السينيمائية، فهذه جميعها حقوق ادبية او فنية او صناعية، يحظى صاحبها بحماية من أي إعتداء عليها، أما بالنسبة لمدة الحماية في حقوق المؤلف، فإنها حسب الاتفاقيات الدولية لا يجوز ان تقل عن مدة 50 سنة بعد وفاة المؤلف، كونها تشكل متوسط عمر من بقي حياً من ورثة المؤلف، هذا حسب ما ورد في المادة 3 من قانون حقوق الطبع والتأليف الساري، ويجوز للدول زيادة هذه المدة  ولكن يحظر النزول عنها.

      2- براءات الاختراع:

هي جزء من الملكية الفكرية وهي شهادة الكشف عن الاسرار، حيث يحصل عليها المخترع ليبين براءته من قيام شخص قبله باختراع هذا الاختراع، فهي علاقة تنشأ بين الدولة والمخترع ليكشف لهم عن سره ويأخذ الحماية، وبراءة الاختراع مُنشِئة وليست كاشفة، ولا يتم الاعتراف بالاختراع الا عند تسجيله لدى الدولة بشكل رسمي، ويشترط في براءات الاختراع ان تكون فكرة جديدة، والا تكون مستنسخة او مسروقة، والا يكون مخالف للنظام العام والاداب، بالاضافة الى ان يكون قابل للتطبيق الصناعي، كأن يقوم شخص بتصنيع لقاح يتصف بهذه الشروط لعلاج مرض معين، ومن الامثلة على براءات الاختراع عبر التاريخ:

  • راءة اختراع توماس اديسون للمصباح الكهربائي عام 1880م.
  • براءة اختراع صيموئيل مورس عام 1840 لجهاز التلغراف الذي يسمح بارسال الرسائل لمسافات طويلة.
  • براءة اختراع دوغلاس إنجلبرات عام 1970

      3- العلامات التجارية:

تعتبر من المواضيع التي تتناولها الملكية الفكرية، لأنها عملية ابداعية ينتجها العقل البشري ولا بد من حمايتها وهي اشارة او تشكيلة من الاشارات التي تميز سلع وخدمات شركة ما عن سلع وخدمات شركة أخرى، وتعرف العلامة التجارية بأنها اي علامة استعملت او كانت النية في استعمالها على اية بضائع او فيما له تعلق بها، للدلالة على ان تلك البضائع تخص صاحب العلامة بحكم صنعها او انتخابها أو الشهادة أو الإتجار بها أو عرضها للبيع، ويشترط في العلامة التجارية ان تكون فارقة وجديدة، والا تكون مخالفة للنظام العام والآداب، اما بالنسبة لمدة الحماية فبعد تسجيل العلامة التجارية يتم حمايتها لمدة 7 سنوات وقابلة للتجديد

التشريعات المنظمة للملكية الفكرية:

  • قانون حقوق الطبع و التأليف رقم (46) سنة 1911م، ويتكون من 37 مادة.
  • قانون العلامات التجارية الاردني رقم (33) لسنة 1952م.
  • قانون الامتيازات والاختراعات والرسوم الاردني رقم (22) لسنة 1953م. 

وعالجت التشريعات تنظيم قوانين الملكية الفكرية من خلال نظام التفريق، بحيث يكون لكل موضوع قانون خاص فيه، مثل قانون لبرءات الاختراع وقانون لحقوق المؤلف، وهذا المطبق في فلسطين حتى الآن.

في ختام هذا الموضوع قمنا بتعريف الملكية الفكرية والحقوق المرتبطة بها، وكان من الضروري تشريع قوانين لحماية هذه الحقوق الفكرية للحفاظ على حقوق المبدعين المادية من خلال تحقيقهم الربح والمعنوية من خلال نسب هذه المصنفات لهم فلا بد من تقدير جهودهم في انتاج هذه الأفكار الإبداعية، فإن الإختراعات والإبتكارات موجودة في كل زمان ومكان ويكاد لا يخلو منها أي مجتمع من المجتمعات المتقدمة.